الحســـــــــد
عمي بوشيبة عين الذهب :: تيارت عمي بوشيبة.عين الذهب.كرمس.معبد.افلو.حاسي بحبح .السوقر.ادرار.ورقلة.الجلفة.الجزائر.غرداية.فرندة.جريدة مير شيخ القايد.فيسبوك . يوتيوب. دمشق. :: المنتــدى العــام
صفحة 1 من اصل 1
الحســـــــــد
الحســـــــــد
معناه :
الحسد: هو تمني زوال النعمة عن صاحبها؛ سواءً كانت نعمة دين أو دنيا.
التحذير منه : قال سبحانه وتعالى في ذم الحاسدين , واستنكار أفعالهم:
] أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ .....[54] [ سورة النساء .
وقد أمر الله ـ جل وعلا ـ بالاستعاذة من شر الحاسـد فقال ـ تعالى ـ: ] ومن شر حاسد إذا حسد[ سورة الفلق .
وللتحذير من الحسد وعواقبه قال صلى الله عليه وسلم: [إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ
النَّارُ الْحَطَبَ أَوْ قَالَ الْعُشْبَ]أخرجه أبو داود عن أبي هريرة.
قال بعض الحكماء: بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه:
أولـها : قد أبغض كل نعمة قد ظهرت على غيره.
و الثاني : سخط لقسمته؛ كأنه يقول لربه: لم قسمت هكذا؟
والثالث: أنه ضن بفضله؛ يعني أن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وهو يبخل بفضل الله تعالى.
والرابع : خذل ولي الله ـ تعالى ـ, لأنه يريد خذلانه وزوال النعمة عنه.
والخامس: أعان عدوه يعني إبليس لعنه الله.
ويقال: الحاسد لا ينال في المجلس إلا مذمة وذلاً، ولا ينال من الملائكة إلا لعنة وبغضًا، ولا ينال في الخلوة إلا جزعًا وغمًا ، ولا ينال عند النزع إلا شدة وهولاً ، ولا ينال في الموقف إلا فضيحة ونكالاً، ولا ينال في النار إلا حرًا واحتراقًا..!!
أسباب الحسد:
1- العداوة والبغضاء: فإن من آذاه إنسان بسبب من الأسباب , وخالفه في غرضه , أبغضه قلبه, ورسخ في نفسه الحقد.
والحقد يقتضي التشفي والانتقام , فمهما أصاب عدوّه من البلاء فرح بذلك , وظنه مكافأة من الله ـ تعالى ـ له، ومهما أصابته نعمة ساءه ذلك، وإنما غاية التقي أن لا يبغي , وأن يكره ذلك من نفسه..
2- الكبر والعجب: وأما الكبر؛ فهو أن يصيب بعض نظرائه مالاً أو ولاية, فيخاف أن يتكبر عليه , أو يكون من أصاب ذلك دونه ؛ فلا يتحمل ترفعه عليه أو مساواته ، وكان حسد الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلـم قريبًا مـن ذلك ، قال الله تعـالى : ] وَلَئِنْ
أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُــمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ[34] [ سورة المؤمنون .
3- حب الرياسة والجاه: وأما حب الرياسة والجاه فمثاله رجلٌ يريد أن يكون عديم النظير في فن من الفنون ؛ فيسمع
بنظير له في أقصى العالم ؛ فيسوؤه ذلك , ويحب زوال النعمة التي يشاركه فيها .
قد كان علماء اليهود ينكرون معرفة النبي صلى الله عليه وسلـم , ولا يؤمنون به خوفًا من بطلان رئاستهم.
4- خبث النفس وبخلها: تجد من الناس من لا يشتغل برئاسة ولا تكبر , وإذا وصف عنده حسن حال عبد من عباد الله ـ تعالى ـ شق عليه ذلك، وإذا وصفت له اضطرب أمور الناس وإدبارهم فرح به.
ثمرة الحسد:
إن الغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفي في الحال رجع إلى الباطن , واحتقن فيه فصار حقدًا؛ فالحقد ثمرة الغضب , والحقد يثمر ثمانية أمور:
الأول: الحسد؛ وهو أن يحملك الحقد على أن تتمنى زوال النعمة عنه.
الثاني: تشمت بمن أصابه من البلاء.
الثالث: أن تهجره , وتنقطع عنه ؛ وإن أقبل عليك.
الرابع: وهو أن تعرض عنه استصغارًا له.
ولذلك ترى العالم يحسد العالم دون العابـد , والتاجر يحسد التاجر , فأصل العداوة التزاحم على غرض واحد، والغرض الواحد لا يجمع متباعدين ، ومنشأ جميع ذلك حب الدنيا؛ فإن الدنيا هي التي تضيق على المتزاحمي ن، وأما الآخرة فلا ضيق فيها , ولهذا فإنه بحسب فضل الإنسان , وظهور النعمة عليه يكون حسد الناس له, فإن كثر فضله كثر حُسّاده، وإن قلّ قلوا.
الخامس: أن تتكلم فيه بما لا يحل من كذب وغيبة وإفشاء سر وهتك ستر وغيره.
السادس: أن تحاكيه استهزاء به وسخرية منه.
السابع: إيذاؤه بالضرب وما يؤلم بدنه.
الثامن: أن تمنعه حقه من قضاء دين أو صلة رحم أو رد مظلمة.
ما يصيب الحاسد:
ليس شيء من الشر أضر من الحسد؛ لأنه يوصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل إلى المحسود مكروه:
أولهما: غم لا ينقطع. والثاني: مصيبة لا يؤجر عليها. والثالث: مذمة لا يحمد بها.
والرابع: يسخط عليه الربّ. والخامس: تغلق عليه أبواب التوفيق.
موقف المسلم من حاسديه:
جمع الله تفصيل ذلك في قـوله تعالى: ] وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [134] [سورة آل عمران .
قال أهل العلم: ثلاث منازل للمبتدئين والمقتصدين والسابقين بالخيرات.
المنزلة الأولى: من أسيء إليه فليكظم.
المنزلة الثانية: فإن زاد على الكظم ] وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ [.
المنزلة الثالثة: من جمع ما سبق ] وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [. فأحسن إليه بصلة أو هدية.
للمسلم مواقف من الحسد وحاسديه:
أولاً: الرجوع إلى الله, والتوبة من الذنوب؛ فإن ما أصابه من تسلط الأعداء عليه إنما هو بذنوبه.. قال تعالى: ] وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[30] [سورة الشورى.
ثانيًا: التوكل على الله؛ فالتوكُّل على الله من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم,قال تعالى: ] وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ .....[3] [ سورة الطلاق .
ثالثًا: الاستعاذة بالله ـ تعالى ـ وقراءة الأذكار والأوراد المشروعة؛ فقـد أمر الله ـ جل وعلا ـ نبيّه صلى الله عليه وسلم بالتعوذ من شر حاسد إذا حسد.
رابعًا: الدعاء والتضرع إلى الله بأن يقيك الله ويحفظك من شر أعدائك وحسادك.
خامسًا: العدل معه , وعدم الإساءة إليه بالمثل.
سادسًا: الإحسان إليه؛ فكلّما ازداد أذى ازددت إليه إحسانًا وله نصيحة.
سابعًا: مداراته والتودد إليه؛ لعل الله أن يهديه ويكفيك شره.
وسائل التوبة من الحسد:
أولاً: الإخلاص: عن جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ثَلَاثٌ لَا
يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَالنَّصِيحَةُ لِوُلَاةِ الْمُسْلِمِينَ وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ
مِنْ وَرَائِهِمْ] رواه ابن ماجة وأحمد و الدارمي.
ومن المعلوم أن من أخلص دينه لله ـ عز وجل ـ فلن يحمل في نفسه تجاه إخوانه المسلمين إلا المحبة الصادقة , وعندها سيفرح إذا أصابتهم حسنة , وسيحزن إذا أصابتهم مصيبة.
ثانيًا: رضا العبد عن ربه وامتلاء قلبه به: قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الرضا: أنه يفتح للعبد باب السلامة؛ فيجعل قلبه نقيًا من الغش والدغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم.
كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا، وكلما كان العبد أشد رضًا كان قلبه أسلم , فالخبث والدغل والغش : قرين السخط، وسلامة القلب وبره ونصحه :قرين الرضا، وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط، وسلامة القلب منه من
ثمرات الرضا.
ثالثًا: قراءة القرآن وتدبره: فهو دواء لكل داء، والمحـروم من لم يتداوَ بكتاب الله، قال الله تعالى: ] قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا هُدًى
وَشِفَاءٌ .....[44] [ سورة فصلت , وقال: ] وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ...[82] [ سورة الإسراء .
رابعًا: تذكر الحساب والعقاب الذي ينال من يؤذي المسلمين من جرّاء خبث نفسه , وسوء طريقته.
خامسًا: الدعاء: فيدعو العبد ربه دائمًا أن يجعل قلبه سليمًا على إخوانه , وأن يدعو له أيضًا، فهذا دأب الصالحين.. قال تعالى: ] وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ
رَحِيمٌ[10] [ سورة الحشر .
سادسًا: الصدقة: فهي تطهر القلب , وتزكي النفـس ، ولذلك قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ] خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا .....[103][ سورة التوبة , ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: [داووا مرضاكم بالصدقة]، وإن أحق
المرضى بالمداواة مرضى القلوب.
سابعًا:تذكر رابطة الأخوة : فإن من تنفث عليه سمومك هو أخ مسلم , فلِم توجه الأذى نحوه .
ثامنًا: إفشاء السلام: عن أبي هريرة رضي الله عنه ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ] خرجه السبعة ماعدا البخاري
والنسائي
bouchiba- Admin
- عدد المساهمات : 779
نقاط : 2359
تاريخ التسجيل : 31/03/2009
عمي بوشيبة عين الذهب :: تيارت عمي بوشيبة.عين الذهب.كرمس.معبد.افلو.حاسي بحبح .السوقر.ادرار.ورقلة.الجلفة.الجزائر.غرداية.فرندة.جريدة مير شيخ القايد.فيسبوك . يوتيوب. دمشق. :: المنتــدى العــام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء فبراير 24, 2021 12:20 am من طرف tiaret
» وصف الجنة...
الأحد سبتمبر 23, 2018 11:07 pm من طرف tiaret
» صور الرحمة_الشيخ محمد حسان
الأحد سبتمبر 23, 2018 10:59 pm من طرف tiaret
» اذا أخطأ الامام هل يجوز رده؟
الأحد سبتمبر 23, 2018 10:57 pm من طرف tiaret
» وسائل الثبات و الاستمرار _الشيخ محمد حسان
الأحد سبتمبر 23, 2018 10:55 pm من طرف tiaret
» صلاة الكسوف
الأحد سبتمبر 23, 2018 10:53 pm من طرف tiaret
» قيام الليل يدخلك الجنة
الأحد سبتمبر 23, 2018 10:51 pm من طرف tiaret
» هل يجوز الكلام اثناء الوضوء؟
الأحد سبتمبر 23, 2018 10:49 pm من طرف tiaret
» هل يجوز تلقين الميت في الفبر؟
الأحد سبتمبر 23, 2018 10:48 pm من طرف tiaret